كرازة الحقّ

ليس كل شئ في الكتاب المقدس يُفرحنا ويُثير فينا الغبطة, بل هناك بعض الأُمور تُحزن وتُوجِع وأُمور أُخرى تُنْذِر وتُزعِج وأُخرى تُبَكّتْ, فالأنسان لا يستطيع أن يأخذ الجانب اللَينْ من الدين ويترك الجانب الصعب, بل يجب أن يَلُمَّ بكل الجوانب .

الكتاب المقدس يتكلّم كثيراً عن الفرح والبهجة عندما يخدم الأنسان الرب, ولكن يتكلّم أيضاً عن هؤلاء الّذين لا يخدمون الرب ويتكلّم أكثر عن الشقاء الذي يلاقيه الناس الغَيرْ الطائعين وغير الخالصين , ويتكلّم عن الشقاء الذي يخفيه المستقبل والدينونة الآتية .

نحن نعيش مع أُناس ضالّين وخُطاة , ربما يكون أحد أفراد العائلة بعيداً عن الخلاص أو ربما يكون الزوج أو الزوجة أو أحد الجيران أو جميعهم بعيدون عن الخلاص, والزمن الذي نعيش فيه هو على عتبة الخطر, أي بمعنى أخر أن وقت النهاية قد أصبح قريباً جداً طِبْقاً لما يحدث الأن في العالم من حروب وكوارث وزلازل وأوبئة ومجاعات, والتي تكلّم عنها الكتاب المقدس من أنها ستحدث في المستقبل, إن وقت الدينونة أصبح قريباً جداً وربما يكون أقرب ممَّا نظن , وربما يميل البعض الى التخفيف من جدّية هذا الأمر, ولكن يبقى هذا الأمر على درجة عالية من الجدّية .

نحتاج أن يكون لدينا إيمان وثقة كبيرَين بأن الله هو رحيم وشفوق على البشر وأنه إله محبة وأنه يريد الجميع أن يَخْلُصونْ والى معرفة الحقّ يُقْبِلونْ . ولكن كيف يُقبل الجميع الى الله وبأي طريق ؟... والإجابة بسيطة...الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله , فكيف يسمعون بلا كارز ؟

إن مسؤلية الكرازة تقع على عاتق كل واحد منَّا, لقد قال الرب يسوع في مرقس 15:16 أذْهَبوُا إِلَى الْعَالَمِ أََجْمَعَ وَأكْرِزُوا بِالإنْجِيلِ لِلْخَليقَةِ كُلِّهَا .

إن هذه الوصية لم تكن فقط للتلاميذ والرسل بل هي لكل مَنْ يُؤمن بالمسيح يسوع, ولكن هناك سؤال يطرح نفسه , هل يجب على الكل الصعود الى المنبر وتأدية دور الواعظ أو الكارز ؟ .... الجواب...لا ليس بالضرورة, فإن كان البعض لديه هذه الدعوة فمجداً للرب وأما الباقون فكل حسب دوره وموقعه يستطيع ذلك, وقد يتم ذلك من خلال العمل أو التجوال أو الزيارات أو حتى لقاء المصادفة أو غير المصادفة ونرى أن مريم المجدلية قد أخبرت التلاميذ بقيامة يسوع بحسب ما أمرها يسوع بعد أن ظهر لها في أول الاسبوع بحسب ما ورد في مرقس 16: 9-10 .

لذلك يمكن لنا القول أن مريم كرزت بأسم الرب من خلال هذا العمل البسيط الذي أدته (أي الأخبار بقيامة الرب) .

يُخبرنا الوحي على فم الرسول بولس في 2تيموثاوس2:4
{ آكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ آعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ . وَبِّخِ آنْتَهِرْ عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْليِمٍ }.

إن طريق الخلاص قد رسمه لنا الرب يسوع من خلال موته ودفنه وقيامته , ويجب أن تتجسد هذه الأُمور الثلاثة في كل مسيحي , فموت يسوع على الصليب يعادله توبة الأنسان عن الخطية وصَلب شهوات الجسد, ودفن يسوع يعادله معمودية الأنسان بأسم يسوع المسيح, وقيامة يسوع يعادلها ميلاد الأنسان الثاني من الروح القدس متكلماً بالألسنة كعلامة لحلول الروح القدس .

إن خطة الخلاص التي وضعها الرب يسوع لنا تَمُرُّ في هذه المراحل الثلاثة , وقد كرز الرسل بهذه الخطة في يوم الخمسين أعمال 38:2 { فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى آسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لَغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطَّيَةَ الرُّوحِ القُدُسِ }.
والرب معكم .

http://www.sayadi-al-nas.com
صيادي الناس